العقاب
خفض السلوك غير المرغوب به
العقاب : كثيراً ما يخلط الأفراد بين العقاب والإيذاء الجسمي (كالضرب, والتوبيخ, والانتقاد)
وهذا يرجع إلى شيوع استخدام الأساليب العقابية في الحياة اليومية.
يعرف العقاب علمياً على أنه إجراء يؤدى إلى تقليل احتمال حدوث السلوك في المستقبل في المواقف المماثلة
ويأخذ العقاب أحد الشكلين التاليين :
1- تعريض الفرد لمثيرات بغيضة أو منفره (عقاب من النوع الأول).
2- حرمان الفرد من الحصول على التعزيز حال قيامه بالسلوك غير المرغوب فيه (عقاب من النوع الثاني) .
وكما سبق وأن أشرنا في التعزيز فيعرف العقاب أيضاً من خلال وظيفته (أي من خلال نتائجه فإذا أدى العقاب إلى توقف أو ضعف السلوك يكون المثير عقابي وإذا لم يؤدى إلى توقف السلوك فلا يعد مثير عقابي)
والمثيرات العقابية تنقسم إلى "مثيرات عقابية أولية – غير شرطية "
وهي المثيرات التي بطبيعتها مزعجة وتسبب الألم (الحر الشديد والبرد الشديد )
و"مثيرات عقابية ثانوية - شرطية"
وهي التي اكتسبت خاصية العقاب من خلال اقترانها بمثيرات عقابية
(تعبيرات الوجه التي تعكس عدم الرضا عن سلوك الآخرين).
__________________________________________
كيفية استخدام العقاب
1- تحديد السلوك المستهدف : يجب في البداية تحديد السلوك المراد تقليله فالعقاب الناجح
يتطلب التعرف على العوامل التي تؤثر في فاعليته.
2- جدول العقاب : استخدام جدول العقاب المتواصل أكثر فاعلية من جدول العقاب المتقطع.
3- طبيعة المثيرات العقابية : لابد من التأكد من أن المثيرات العقابية المستخدمة منفرة بالفعل بالنسبة للفرد
وليس كما يبدو بالنسبة لنا.
4- شدة العقاب : كلما زادت شدة العقاب زاد تأثيره ولكن ذلك لا يعني استخدام العقاب العنيف
ولكن تجنب زيادة شدته تدريجياً فذلك سيؤدى إلى تعّود الفرد عليه.
5- فورية العقاب : يجب أن يتم العقاب فور حدوث الاستجابة غير المرغوب بها , وقد يترتب
على تأخير العقاب معاقبة سلوكيات مقبولة ربما قد تكون حدثت في فترة الانتظار.
6- استخدام العقاب بهدوء : لا يجب أن تستخدم العقاب وأنت في حالة انفعالية شديدة
فقد يعمل غضبك بمثابة مكافأة للشخص المعاقب كما لا ينبغي الدخول في مناقشات مطولة مع الطفل.
7- استخدام العقاب بطريقة منظمة : عدم الثبات في التعامل مع السلوك غير المرغوب يحد بشكل كبير في
إمكانية ضبطه.
8- تعزيز السلوك المرغوب : في أثناء فترة العقاب قد يقوم الطفل بأداء سلوكيات مرغوبة ينبغي على
المعالج الانتباه إليها وعليه أن يعززها حتى يميز بين ما هو المقبول وغير المقبول.
9- الامتناع عن تعزيز السلوك غير المرغوب : يجب تجنب تعزيز السلوكيات غير المرغوبة رغم أن هذا
الأمر يعد بديهياً إلا أن كثيراً منا يقومون به بعد العقاب مما يقلل من فاعلية العقاب.
10- معاقبة السلوك وليس الفرد : ينبغي أن يكون العقاب مناسباً للسلوك ولا يصل لامتهان كرامته.
11- تهيئة الظروف البيئية : من خلال إزالة المثيرات المشجعة على أداء السلوك غير المرغوب.
12- استخدام العقاب عند الضرورة فقط : يجب تجنب الاستخدام الفائض من العقاب مما يعود الفرد عليه.
13- القياس المتكرر : ينبغي القياس المتواصل للسلوك غير المرغوب لمعرفة فاعلية العقاب.
__________________________________________
سيئات العقاب
1- يولد العقاب حالة انفعالية شديدة وعنف نحو المعلم وخصوصاً إذا كان المعلم
2- العقاب لا يشكل سلوكاً جديداً إنما يمنع السلوك غير المرغوب به فقط
3- يولد العقاب حالة انفعالية غير مرغوب فيها (كالبكاء والصراخ والخوف العام والخنوع).
4- يؤثر العقاب سلبياً في العلاقات الاجتماعية بين المعاقِب والمعاقَب, وفي مفهوم الذات لدى الشخص المعاقب
5- يؤدى العقاب إلى تعود مستخدمه عليه نتيجة تكراره وزيادة شدته.
6- يؤدى العقاب إلى سلوكيات هروبية كالغياب عن المدرسة والتمارض.
7- يؤدى العقاب لحالة من الخمود العام في سلوكيات الفرد وتقليل السلوك اللفظي.
8- غالباً ما يؤدى العقاب نتائج مؤقتة فيظهر باختفاء العقاب ويختفي بوجوده.
9- كما يؤدى العقاب إلى النمذجة السلبية.
10- يؤدي العقاب الشديد إلى الإيذاء الجسمي وأحياناً يسبب عاهات أو كسور.
__________________________________________
حسنات العقاب
1- الاستخدام المنظم للعقاب يساعد الفرد على التمييز بين السلوكيات المقبولة وغير المقبولة.
2- يؤدى العقاب إذا استخدم بشكل فعال إلى توقف السلوكيات غير المرغوبة وهو ما يبرر استخدامه على
نطاق واسع في الحياة اليومية.
3- كما أن معاقبة السلوك غير المرغوب يؤدى إلى تقليل احتمال تقليد الآخرين له.
__________________________________________
الاطفاء
إذا كان السلوك الذي يعزز يقوى ويستمر,
فالسلوكيات التي لا يتم تعزيزها تضعف وتتوقف بعد فترة زمنية معينة ويسمى هذا الإجراء بالإطفاء أو التجاهل.
فالإطفاء يشمل على إيقاف أو إلغاء المعززات التي كانت تتبع السلوك غير المقبول في الماضي والتي كانت
تحافظ على استمراريته (كتوقف الأم عن حمل طفلها عندما يبكي)
كيفية استخدام الإطفاء
يخيل للبعض أن استخدام الإطفاء أمراً سهلاً وبسيط فالمطلوب هو إيقاف التعزيز فقط والحقيقة انه من
الصعب تطبيق الإجراء بشكل فعال إذ انه ليس من السهل وأحياناً يكون من المتعذر تحديد كل المعززات التي
تحافظ على استمرارية السلوك وخصوصاً إذا كان السلوك يخضع لجدول متقطع.
النقاط التي يجب مراعاتها عند إستخدام الإطفاء ليكون أكثر فعالية :
1- يجب تحديد معززات الفرد من خلال الملاحظة المباشرة فغالباً ما يعزز سلوكيات الفرد أكثر من معزز.
2- استخدام إجراءات تعديل السلوك بشكل منظم له أهمية في نجاح الإطفاء.
3- يجب تحديد المواقف التي سيحدث فيها الإطفاء.
4- الإطفاء لو استخدم بمفرده من الممكن أن يكون فعالاً ويكون أكثر فعالية إذا عملنا على تعزيز السلوكيات
المقبولة في الوقت نفسه.
5- للإسهام في نجاح الإجراء يجب التأكد من مشاركة كل المهتمين بحالة الفرد (كالمعلمين والزملاء والأهل)
في الامتناع عن تعزيز الفرد أثناء خضوع سلوكه غير المقبول للإطفاء, فتعزيز السلوك ولو مرة واحدة أثناء
خضوعه للإطفاء سيؤدي إلى فشل الإجراء .
كذلك فإن الاستخدام الفعال للإطفاء يستلزم الانتباه إلى الخصائص التالية التي يتصف بها السلوك عند
خضوعه لهذا الإجراء
1- بالرغم من أن الإطفاء إجراء تقليل إلا أن السلوك يقوى تقليدياً في البداية بدلاً من أن يضعف، لأن
الطفل سوف يبدي مقاومة عنيفة في البداية لتوقف التعزيز وذلك للحصول عليه.
2- كذلك فالإطفاء يؤدي إلى ظهور استجابات انفعالية مختلفة في البداية (كالعدوان والغضب) وخاصة
في المراحل الأولى.
3- الإطفاء لا يعمل على إيقاف السلوك فوراً بل إن توقف السلوك غالباً ما يكون تدريجياً , وتتوقف
سرعة اختفاء السلوك عند خضوعه للإطفاء على عدة عوامل :
- كمية التعزيز (إذا كانت كمية التعزيز في الماضي أقل كان إختفاء السلوك أبطأ) . **راجع الموضوع السابق المتعلق بالتعزيز
- جدول التعزيز (جدول التعزيز المتقطع يبدي مقاومة أكبر للإطفاء من جدول التعزيز المتواصل) . **راجع الموضوع السابق المتعلق بالتعزيز
- درجة الحرمان من المعزز (الشخص الذي مضى عليه وقت طويل نسبياً دون الحصول على المعزز
سيبدي مقاومة أكبر للإطفاء) . **راجع الموضوع السابق المتعلق بالتعزيز
- مقدار الجهد الذي يتطلبه السلوك من الفرد فكلما كان الجهد أكبر كانت مقاومة السلوك للإطفاء أقل .
4- في بعض الأحيان قد يظهر السلوك من جديد بعد اختفائه وهذه الظاهرة تسمى بالاستعادة التلقائية. إن
مُعدِل السلوك لا يولي اهتماماً كبيراً بهذه الظاهرة لأنها سرعان ما تزول إذا تم تجاهلها.
هذا الإجراء إذا ما استخدم بشكل فعّال يزيل السلوك غير المرغوب فيه وعادة يكون أثره دائما .
__________________________________________
اجراءات التقليل المستندة الى التعزيز
من أكثر الإجراءات التي تستخدم في خفض السلوكيات الإجراءات المستندة على التعزيز ولكن السؤال الذي
يطرح نفسه, كيف يمكن استخدام التعزيز في خفض السلوك؟
1 التعزيز التفاضلي للسلوكيات الأخرى
وهو يعرف بتعزيز سلوكيات الفرد في حالة امتناعه عن أداء السلوك غير المقبول المراد تقليله في فترة زمنية
ويسمى تعزيز غياب السلوك لأنه غالباً ما يشمل على تعزيز الفرد حين يقوم بأي سلوك ما عدا السلوك غير
المرغوب (فإذا كان الهدف هو إيذاء الطفل لأخته فإننا نعزز الطفل في فترة زمنية إذا لم يقم بإيذاء أخته)
وهناك عدة خطوات يمكن إتباعها لاستخدام هذا الإجراء :
1- تحديد وتعريف السلوك غير المقبول الذي يراد تقليله.
2- تحديد فترة زمنية يفترض ألا يحدث فيها السلوك.
3- ملاحظة السلوك أثناء الفترة الزمنية بشكل متواصل.
4- تعزيز الفرد بعد مرور تلك الفترة الزمنية , وذلك إذا لم يحدث السلوك المستهدف أثناءها .
ونادراً ما يستخدم هذا الإجراء وحده. كذلك لا يمكن الأخذ به إذا كان السلوك خطراً أو عدوانياً لأنه يقلل
السلوك فقط ولا يوقفه ونتائجه غير فورية .
وبعد القياس المتواصل للسلوك غير المقبول يصبح من الضروري إطالة الفترة الزمنية تدريجياً ، كما يجب
الانتباه إلى أن بعض الأفراد يمتنعون عن تأدية السلوك غير المقبول ولكنهم يؤدون سلوكيات أخرى أسوأ أثناء
الفترة الزمنية ويجب عدم تعزيز الفرد بعد مروره تلك الفترة الزمنية.
2 التعزيز التفاضلي للسلوك النقيض
ويعرف هذا الإجراء على انه تعزيز الفرد عند قيامة بسلوك نقيض للسلوك غير المقبول الذي يراد تقليله
وغالباً ما يسمى بالاشراط المضاد والسلوك النقيض
(فبدلاً من أن يأكل الطفل الطعام وهو يجري لا يعطى المعزز إلا إذا قام بتناول الطعام وهو جالس).
والسلوك النقيض أو البديل للسلوك المستهدف هو السلوك الذي لا يمكن أن يحدث في الوقت نفسه
الذي يحدث فيه السلوك المستهدف .
والواضح أن هذا الإجراء يشبه التعزيز التفاضلي للسلوكيات الأخرى حيث يشملان على إخضاع السلوك
للانطفاء ولكن الفرق الرئيسي بين هذين يرجع إلى أن التعزيز للسلوك النقيض لا يعنى تعزيز كل السلوكيات
بل يعني تعزيز الفرد فقط حينما يقوم فقط بأداء السلوك المطلوب.
والمنطق وراء استخدام هذا الإجراء هو أن تعزيز الفرد عند تأديته السلوك المقبول سيقلل من إحتمال حدوث
السلوك غير المقبول .
ولكن في هذا الإجراء ينبغي مراعاة الآتي :
1- أن يكون السلوك النقيض سلوكاً وظيفياً أي له فائدة. فتعزيز السلوك النقيض سيؤدي إلى تقويته ونحن
لا نريد أن نقوم بتقوية سلوكيات غير مفيدة.
2- يجب تحديد جدول التعزيز الذي سيتم استخدامه قبل البدء في عملية التعديل ويجب تطبيق الإجراء بشكل
منظم لا عشوائي .
3 التعزيز التفاضلي للنقصان التدريجي
ويشمل هذا الإجراء على تحديد الفترة الزمنية التي يتم فيها قياس السلوك غير المقبول المراد تقليله فإذا كان معدل حدوث هذا السلوك اقل من قيمة معينة يتم تعزيز الفرد. أما إذا كان معدل حدوث السلوك أكثر من القيمة فلا يحدث التعزيز.
وهكذا, فالإجراء يعمل على تقليل السلوك غير المقبول من خلال تناقصه تدريجياً فإذا كان الهدف هو تقليل عدد المرات التي يجيب فيها الطفل عن أسئلة المعلم دون أن يرفع يده فإننا نحتاج إلى قياس هذا السلوك قبل بدء المعالجة لمعرفة السلوك
(فإذا كان متوسط عدد المرات التي يجيب الطفل على أسئلة المعلم دون إذن تسع مرات في فترة المراقبة الواحدة فلا نقوم بتعزيز السلوك إلا إذا استجاب ثمان مرات فقط ثم سبع مرات فلا يقدم التعزيز إلا إذا نقص عدد المرات).
ويجب إتباع الخطوات التالية :
"تحديد وتعريف السلوك غير المقبول الذي يراد تقليله ، تحديد طول الفترة الزمنية ، مراقبة السلوك بتواصل ، تعزيز الفرد إذا كانت قيمة السلوك اقل من القيمة التي تم تحديدها".
1- لا يشتمل على استخدام المثيرات التجنبية .
2- أثبتت فعاليته .
3- يقلل السلوك تدريجياً .
4- من السهل إستخدامه .
سيئاته :
تعمل على تقليل السلوك وليس إيقافه , وهي غير مناسبة لمعالجة السلوكيات الخطرة والعدوانية لإنها تضبط السلوك تدريجياً فنتائجها ليست فورية .
__________________________________________
تكلفة الاستجابة
تشير إلى أن تأدية الفرد للسلوك غير المقبول سيكلفه شيئاً ما , وهذا الشيء هو فقدان كمية معينة من المعززات التي في حوزته والأمثلة في الحياة اليومية على ذلك كثيرة
( كفقدان الطالب لعدد من الدرجات لعدم تسليمه الواجب )
( الغرامة المالية على السائق لقطع الإشارة او للسرعة )
وتأخذ تكلفة الاستجابة شكلين على النحو التالي :
الشكل الأول : يحصل الفرد على كمية معينة من المعززات عند تأديته للسلوك المقبول ويفقد كمية معينة منها
عند تأديته للسلوك غير المقبول , وغالباً ما تكون تكلفة الإستجابة هنا جزءاً من برنامج شامل لتعديل السلوك .
الشكل الثاني : منح الفرد كمية من المعززات المجانية عند بداية برنامج العلاج ويطلب منه أن يحافظ على
اكبر قدر ممكن من تلك المعززات وذلك بالإمتناع عن تأدية السلوك غير المقبول الذي يراد تقليله .
أشارت العديد من الدراسات فعالية تكلفة الإستجابة كإجراء تقليل لبعض السلوكيات الإجتماعية غير المناسبة
والسلوكيات العدوانية والنشاط الزائد ومع ذوي الاحتياجات الخاصة, ولكن نادراً ما يستخدم هذا الإجراء
بمفرده في برنامج تعديل السلوك فغالباً ما يستخدم معه إجراءات تقوية السلوك (التعزيز) وعلى وجه التحديد
يستخدم الباحثون تكلفة الإستجابة في برامج التعزيز الرمزي والتعاقد السلوكي .
وغالباً ما يساء استخدام تكلفة الاستجابة ولهذا ينصح بإتباع التالي :
1- يجب إيضاح طبيعة الإجراء للفرد قبل البدء بتطبيقه فهذا قد يزيد تقبله له .
2- يجب تحديد السلوك وتعريفه وتوضيح كمية التعزيز التي سيفقدها الفرد عند تأديته لذلك السلوك .
3- يجب تعزيز السلوكيات المقبولة بالإضافة إلى معاقبة السلوكيات غير المقبولة .
4- يجب استخدام التغذية الراجعة الفورية بهدف توضيح أسباب فقدان المعززات .
5- يجب تطبيق هذا الإجراء مباشرة بعد حدوث السلوك غير المرغوب
6- تجنب زيادة قيمة الغرامة تدريجياً فذلك يؤدى إلى تعود الشخص على الزيادة التدريجية ويترتب على ذلك
فقدان هذا الإجراء لفعاليته .
7- لا نستطيع حرمان الفرد من جزء من المعززات إلا إذا كان لديه شيء منها , لهذا تجنب أن يفقد الشخص
كل المعززات التي في حوزته , فإذا نتج عن استخدام هذا الإجراء فقدان الفرد لكل المعززات وهذا قد يحدث
أحياناً , فإن علينا اللجوء إلى إجراء تقليل آخر كالإقصاء .
حسنات تكلفة الإستجابة :
1- سهولة تطبيقه وفعاليته .
2- لا يستغرق مدة طويلة لتقليل السلوك .
3- لا يشتمل على العقاب الجسدي .
سيئات تكلفة الإستجابة :
ينتج عنه سلوكيات عدوانية , فالفرد قد يدخل في مشاجرة مع الشخص الذي سيأخذ منه المعززات .
__________________________________________
الاقصاء
كثيراً ما يستمر الأطفال في أداء السلوكيات غير المقبولة نتيجة لردود أفعال الآخرين من حولهم ,
فالطفل قديعززه الأطفال من حوله ( دون قصد ) من خلال الإلتفات أو الإبتسام وإحدى الإجراءات الفعالة لتقليل
السلوكيات غير المناسبة في مثل هذه المواقف هو الإجراء المسمى بالإقصاء عن التعزيز الإيجابي وهو يشتمل
على حرمان الفرد من إمكانية الحصول على التعزيز حال تأديته السلوك غير المقبول الذي يراد تقليله.
والإقصاء هو إجراء عقابي يعمل على تقليل أو إيقاف السلوك غير المقبول من خلال إزالة المعززات الإيجابية
مدة زمنية محددة بعد حدوث ذلك السلوك مباشرة .
والإقصاء له شكلان :
1- إقصاء الفرد عن البيئة المعززة (إبعاده عنها).
2- سحب المثيرات المعززة من الفرد لمدة زمنية محدده بعد تأديته للسلوك غير المقبول مباشرة.
-----------------------------------------------------------
الفرق بين الإقصاء وتكلفة الإستجابة :
الإقصاء
* حرمان الفرد من إمكانية الحصول على التعزيز مدة زمنية محددة .
* الفرد لن يفقد المعزز فحسب وإنما لن يتوفر له أية معززات بديلة أثناء فترة الإقصاء .
تكلفة الإستجابة
* أخذ جزء من المعززات مدة غير محددة .
* بالرغم من أن الفرد يفقد كمية معينة من المعززات عند تأديته للسلوك غير المقبول إلا أن ذلك لا يعني عدم
تعزيزه عند تأديته للسلوك المقبول .
-----------------------------------------------------------
أنواع الإقصاء
الحالة الأولى : يؤدي قيام الفرد بالسلوك غير المقبول إلى إزالته من البيئة المعززة وعزله في غرفة خاصة
لا يتوفر فيها التعزيز تسمى بغرفة الإقصاء ويسمى هذا النوع الإقصاء بالعزل .
الحالة الثانية : لا يعزل الفرد في مكان خاص يخلو من التعزيز وإنما يسمح له بالبقاء في البيئة المعززة ولكنه
يمنع من المشاركة في النشاطات المتوفرة في تلك البيئة مدة زمنية معينة ,
وقد يأخذ هذا النوع أحد الشكلين :
1 : إقصاء الفرد عن النشاط الجاري حال تأديته للسلوك غير المقبول ويطلب منه أن يجلس بعيداً عن
الآخرين ويراقبهم وهم يسلكون على نحو مقبول , وتسمى (الملاحظة المشروطة) ويقوم المعالج بتجاهل الفرد
طوال فترة الإقصاء ويركز انتباهه على الآخرين الذين يسلكون على نحو مقبول ويعززهم .
2 : يشتمل على منع الفرد من الإستمرار في تأدية النشاط حال حدوث سلوكه غير المقبول وحرمانه
من إمكانية مراقبة الآخرين فالطفل يؤمر بأن يتجه إلى الحائط أو قد يمنع من رؤية الأطفال الآخرين في غرفة
الصف (الإقصاء بالإستثناء)
كيفية استخدام الإقصاء بفاعلية
1- هذا الإجراء يسمى الإقصاء عن التعزيز الإيجابي وذلك يعني ضرورة أن تكون البيئة التي يقصي الفرد
عنها معززة لسلوكه بالفعل , فإذا لم تكن معززة فإن إقصاء الفرد عنها لن يقلل السلوك غير المقبول بل على
العكس تماماً فذلك قد يعمل على زيادته .
2- لا تدخل في مناقشات مطولة أو جدال عندما تطلب من الفرد الذهاب إلى غرفة الإقصاء بل قل له أن جزاء
قيامك بالسلوك غير المرغوب هو العزل , فإذا رفض الذهاب لغرفة العزل يتم توجيهه جسدياً .
3- لابد من تحديد مدة الإقصاء وينصح بشكل عام بعدم إطالة فترة الإقصاء عن عشرة دقائق.
4- كن منتظما في تطبيق الإقصاء فلن يكون ذا قيمة تذكر إذا استخدم عشوائياً.
5- وضح دائماً سبب الإقصاء للفرد فتذكيره بالسلوك غير المقبول الذي سيعاقب بالإقصاء قد يزيد من فعالية
هذا الإجراء .
6- بالرغم من تحديد مدة الإقصاء إلا أنه يجب عدم إعادة الفرد إلى البيئة التي أقصي عنها إذا كان لايزال يبدي
السلوكيات غير المقبولة التي أقصي بسببها عند إنتهاء فترة الإقصاء .
__________________________________________
التصحيح الزائد
ويشتمل هذا الإجراء على توبيخ الفرد بعد قيامة بالسلوك غير المقبول مباشرة وتذكيره بما هو مقبول وما هو
غير مقبول ثم يطلب منه إزالة الأضرار التي نتجت عن سلوكه غير المقبول
أو تأدية سلوكيات نقيضه للسلوك غير المقبول بشكل متكرر لفترة زمنية محدودة.
ويسمى الشكل الأول الذي يأخذه التصحيح الزائد والمتعلق بإزالة الأضرار (بتصحيح الوضع) وهو الطلب من
الفرد إعادة الوضع إلى أفضل مما كان عليه سابقاً , أما الشكل الآخر للتصحيح الزائد فهو تأدية سلوكيات
لا تتوافق مع السلوك غير المقبول ويسمى (بالممارسة الايجابية).
إن العامل الحاسم الذي يعمل على إنجاح التصحيح الزائد هو عدم تعزيز الفرد أثناء تأديته للسلوكيات التي تطلب
منه وهي السلوكيات التي تسمى عادة بسلوكيات التصحيح الزائد, كما يجب أن يقوم الفرد بتأدية تلك السلوكيات
مدة طويلة بما فيه الكفاية ليكون هذا الإجراء شيئاً مزعجاً
ولأنه يمثل عقاب فقد يؤدى إلى استجابات هروبية كالعدوان والهروب.
مثال : مشكلات سرقة المأكولات بين طلاب المدارس فبدلاً من التصحيح البسيط واسترجاع الطفل للطعام
المسروق قام المعالجون بتوبيخ السارق واخذ جزء من طعامه وإعطاؤه للطفل الذي سُرِق طعامه.
__________________________________________
هناك إجراءات أخرى لتقليل السلوكيات غير المقبولة سنصفها بإيجاز وهي :
الإشباع .
الممارسة السلبية .
تغيير المثير .
التوبيخ .
ولايحبذ اللجوء إليها الا بعد فشل جميع طرق التعزيز و العقاب المقبول
__________________________________________
الاشباع
سبق وأشرنا أن من العوامل التي تؤثر في فعالية التعزيز هي ظاهرة الإشباع وهى تعنى إعطاء الفرد كمية
كبيرة من المعزز نفسه في فترة زمنية قصيرة يؤدي إلى فقدان ذلك المعزز لقيمته. **راجع الموضوع السابق المتعلق بالتعزيز
وبالتالي من الممكن استخدام الإشباع كإجراء لتقليل السلوك غير المقبول وذلك من خلال تحديد المعزز الذي
يعمل على استمرار حدوثه, ومن ثم تزويد الفرد بكمية كبيرة من ذلك المعزز , فمن خلال هذا الإجراء يحصل
الفرد على المعزز بشكل متواصل قبل تأديته للسلوك غير المقبول .
ونادراً ما يستخدم الإشباع في برامج تعديل السلوك , والسلوكيات التي يمكن تقليلها من خلاله قليلة جداً لما
يترتب عليه مشكلات أخلاقية ومخاطر كثيرة (فعلاج التدخين بالإشباع يؤدي إلى الإدمان).
__________________________________________
الممارسة السلبية
ويشتمل على الطلب من الفرد حال تأديته للسلوك غير المقبول الذي يراد تقليله أن يقوم بتأدية السلوك نفسه
بشكل متواصل فترة زمنية محددة وفى النهاية يصبح ذلك السلوك شيئاً مكروهاً ومزعجاً للفرد .
أن تأدية السلوكيات غير المرغوبة بشكل متكرر تؤدي إلى التعب,والتعب مثير مزعج للفرد بينما
فترات الاستراحة تؤدي إلى زوال التعب , فالتعب والمثيرات المنفرة تولد الإمتناع عن تأدية السلوك المسبب له
كما أن الممارسة السلبية لا تستخدم إلا نادراً في برامج تعديل السلوك والسبب أنه ليس من المنطقي أن نطلب
من الطفل أن يقوم بأداء السلوك غير المقبول مرات عديدة , وتستخدم مع السلوكيات اللإرادية كمص الإبهام .
-----------------------------------------------------------
ويخلط البعض بين الإشباع والممارسة السلبية :
فالإشباع يتعلق بالمعزز بينما الممارسة السلبية تتعلق بالسلوك
والإشباع يعنى تقديم المعزز قبل حدوث السلوك بينما الممارسة السلبية تحدث بعد السلوك.
-----------------------------------------------------------
خطوات الممارسة السلبية :
1- يجب أن تتطلب الممارسة السلبية جهداً جسدياً كبيراً من الفرد لضمان كون الشيء مكروهاً.
2- أنها تتطلب توجيه الفرد جسدياً للقيام بالممارسة السلبية في حالة رفضه عمل السلوك تلقائياً.
3- يجب الامتناع عن تعزيز الفرد كاملاً أثناء قيامه بالممارسة السلبية.
سيئات استخدام الممارسة السلبية :
1- تحدث الممارسة السلبية صراعاً بين المعالج والمتعالج لرفضه القيام بالسلوك غير المقبول مراراً وتكراراً.
2- يوفر هذا الأسلوب فرصه للأفراد لممارسة السلوكيات غير المرغوب بها , لذا فإن علينا أن نحكم وبسرعة
على فعالية هذا الإجراء , فإذا وجدنا أنه لم يعمل على تقليل السلوك نتوقف عنه مباشرة .
3- كما أن الممارسة السلبية ليست الإجراء المناسب أحياناً لتقليل الإيذاء الذاتي مع ذوي الإحتياجات الخاصة.
__________________________________________
تغيير المثير
غالباً ما تحدث بعض السلوكيات في ظروف بيئية معينة وإستناداً إلى هذه الحقيقة فإن بإستطاعتنا تقليل تلك
السلوكيات من خلال تعديل الظروف البيئية التي تحدث فيها، وهذا ما يسمى بإجراء بتغيير المثير.
وكثيراً ما يُستخدم هذا الإجراء في الحياة اليومية
(فحينما تضع الأم الأواني القابلة للكسر بعيداً عن متناول يد
طفلها , والمعلم الذي يطلب من طفل يتحدث إلى زميله أن ينتقل إلى مقعد آخر، والمعلم الذي يطلب من التلاميذ
عدم الجلوس بجانب بعضهم البعض وقت الإختبار ليحد من محاولات الغش , كل هذه أمثلة على إستخدام
تغييرالمثير لضبط السلوك غير المقبول)
سيئاتها
* بالرغم من أن هذه الطريقة فعّالة جداً , إلا أنها تمثل حلاً مؤقتاً للمشكلة .
* لا تساعد الفرد على إكتساب السلوكيات المقبولة , إذ أنها لاتهيء له فرص التعلم المناسبة .
__________________________________________
التوبيخ
يعد التوبيخ من أكثر طرق تعديل السلوك التي يلجأ إليها المعلمون والآباء لتقليل السلوكيات غير المقبولة .
والتوبيخ هو أي تعبير عن عدم الموافقة على سلوك الآخرين,
وقد يكون التوبيخ لفظي كقول (اسكت، لا، خطأ)
أو قد يكون غير لفظي (كتعبيرات الوجه التي تشير لعدم الرضا وهز الرأس للتعبير عن عدم الموافقة).
1- سهولة تطبيقه مباشرة بعد حدوث السلوك غير المقبول .
2- غير مؤلم جسدياً .
3- ذو فعالية كبيرة إذا ما استخدم بشكل منظم, ويكون أكثر فعالية إذا تم إستخدامه في البداية مع إجراءات
عقابية أخرى لأنه يكتسب ميزة العقاب من خلال إقترانه بتلك الإجراءات .
4- إجراء غير مثير للجدل والمناقشات المطولة مع الفرد.
ولابد من الإشارة إلى نقطة ذات أهمية قصوى وهي :
أن التوبيخ شكل من أشكال الإنتباه إلى الفرد فإذا كان هو
الفرصة الوحيدة التي يحظى فيها الفرد بإنتباه الآخرين إليه فقد يعمل بوصفه تعزيزاً لا بوصفه عقاباً .
وخلافاً لما يعتقده الكثيرون، تزيد فاعلية التوبيخ عندما ينفذ بصوت منخفض وليس بصوت عال, وقد يكون أكثر
فاعلية عندما يحدث عن قرب وليس عن بعد، وعندما يكون هناك تواصل بصري أثناء التوبيخ وعندما يظهر
على الشخص الذي يقوم بالتوبيخ علامات عدم الرضا الفعلي.
__________________________________________
مجهود رائع:: جزاكى الله خير
ردحذف